Save $588 per year with Sponsored Premium 

عقلية التداول الصحيحة – استعد للإثارة

التداول كنشاطٍ شاق

من المهم أن تنظر إلى التداول بوصفه نشاط شاق يستلزم نفس المستوى من ضبط النفس والالتزام الذي يستلزمه الشطرنج أو رياضات المحترفين أو التدريب العسكري.

يؤكد شتينبارجر على ضرورة أن يعترف المتداول بالحاجة إلى "تخصيص نسبة كبيرة من وقته للتدريب/المران مقارنة بالأداء الفعلي". وبوجه عام، يجب أن يقضي المتداول مزيدًا من الوقت في تحليل البيانات الاقتصادية الأساسية أو تنقيح نقاط الدخول  في ضوء البيانات التاريخية بدلاً من قضاء معظم الوقت في إبرام الصفقات. كذلك يجب أن يقضي المتداول وقتًا طويلاً في اختبارالإستراتيجيات قبل أن يطبقها على حسابٍ حقيقي.

يوضح شتينبارجر مزيدًا من نقاط التشابه بين التداول والأنشطة الشاقة مثل حاجة كليهما إلى "التغذية الراجعة السريعة والشاملة التي تسمح لمؤدي الأنشطة بالتعلم من تدريباتهم/بروفاتهم وإدخال أي تغييرات على أدائهم مستقبلاً".

كذلك هناك الحاجة إلى "معلم يتولى توجيه البروفات عن طريق بعض الطلبات الكافية لتحفيز مؤدي الأنشطة لكن ليس بالقدر الذي يحبطه أو يشعره بالفشل".

يستطيع المتداول ملء هذه الفراغات عن طريق الاندماج في مجتمعٍ نابض بالحيوية يتبادل فيه الأفكار ويتفاعل فيه مع  متداولين ناجحين ومكافحين يسلكون نفس الطريق لتطوير الذات.

إن فهم حقيقة أن التداول من الأنشطة الشاقة يساعد في التغلب على التوقعات الخاطئة. إن الرياضي المحترف الذي يمارس رياضة العدو مسافة 100 متر يعرف أنه بحاجة إلى تقوية عضلات وتطوير أساليب بمعية مدرب شخصي حتى يحقق النجاح في الأولمبيات. وبنفس الحال، يجب أن يعرف المتداول أهمية العمل الجاد والاستعداد، وأهمية المساعدة الخارجية التي تساهم في تيسير عملية التطوير.

كذلك ضع في ذهنك أن التدريب الذي يخضع له الرياضي يكون موجهًا لقدرته على ضبط النفس؛ فالعدَّاء لمسافة 100 متر يلتزم بنظام تدريبي وعقلية مختلفين عن عداء الماراثون. نفس الشيء ينطبق على التداول؛ فالشخص الذي يتداول الفوركس استنادًا إلى البيانات الأساسية قد يدرس صحيفة فاينانشيال تايمز، في الوقت الذي يقوم فيه الشخص الذي يتداول استنادًا إلى التحليل الفني بمراجعة إعدادات الرسومات البيانية اليومية ويهتم بالتحليلات الأسبوعية.

أهمية التوازن بين العمل والحياة

يستخدم مصطلح التوازن بين العمل والحياة لوصف التوازن بين أنشطة الفرد المتعلقة بالعمل وتلك المتعلقة بالحياة (مثل الترفيه). استُخدِمَ هذا المصطلح أولاً في سبعينيات القرن العشرين في بريطانيا بعد أن وفرت التقنيات الحديثة مثل الكمبيوتر والجوال للموظفين قدرة أكبر على الاتصال بالمؤسسات، فبدأت الحدود بين العمل و"الحياة" تتلاشى.

إن الفشل في الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة أثناء التداول لن يضر فقط بجوانب أخرى من حياتك، ولكنه سيكون له تأثير ضار على مستويات تركيزك وإنتاجيتك أثناء جلسات التداول؛ حيث إن ذلك يجعل المتداول أكثر عرضة لتأثيرات التحيز للأحداث الحديثة والتوقعات الخاطئة، وقد يولد لديه تعلق عاطفي بصفقات التداول.

إدمان التداول

ربما يكون إهمال التوازن بين العمل والحياة من أعراض إدمان التداول. ويؤكد شتينبارجر على أنه "هناك أوقات يصبح فيها التداول وسيلة لتدمير العقل والروح. يحدث الإدمان عندما يمدك نشاط معين بمصدر قوي للإثارة بحيث يؤدي بمرور الوقت إلى الاعتمادية النفسية وأحيانًا الجسمانية".

يمكن ملاحظة "السلوك الإدماني" كشيء يصر المرء عليه رغم التبعات الضارة الواضحة له. يُعتبر المتداول "مدمنًا" عندما يتداول لدرجة تضر بصحته أو لدرجة يفقد معها جميع المسؤوليات المالية. عادة ما يتمثل علاج الإدمان في الامتناع عن التداول، رغم أن هناك بعض الحالات الشديدة التي تحتاج لمساعدة أخصائي.

حافظ على الاتصال بالناس

إن التداول بصورة فردية ربما يكون مهنة تستلزم الانعزال؛ ومن ثم، من المهم أن تحافظ على التواصل الاجتماعي مع الأسرة والأصدقاء وأفراد المجتمع. ممارسة الرياضة من الوسائل الناجحة سريريًا في تفريغ الطاقة وتقليل مستوى التوتر والقلق. كذلك يمكنك أن تستخدم سجل التداول بوصفه نقطة  انطلاق للوصول إلى سجل أكثر عمومية وشمول يقوم بتوثيق أفكارك وخططك وأهدافك.

التداول والحياة الواقعية

أخيرًا، يجدر بك أن تتعامل مع الروابط التي تربط بين التداول والحياة الواقعية؛ فاستيعاب الجانبين يتيح لنا فهم تحديات سيكولوجية التداول في إطار من الحياة الواقعية.

بحسب ما يذكره شتينبارجر في الإيجاز، فإن "النجاح في التداول والحياة يأتي من إدراك مميزاتك، والضغط عليها عندما تُتاح لك فرصة والاسترخاء عندما لا تكون هذه المميزات متوافرة. أسوأ القرارات في الحياة والأسواق تأتي من التطرف والمغالاة: إما ثقة زائدة أو فقدان الثقة".

خذ على سبيل المثال بيع منزل أو البحث عن وظيفة جديدة. كلا النشاطين ينطوي على مجموعة من القرارات التي يجب أن تُتَّخَذ بموضوعية وتستلزم ظروف بيئية إيجابية حتى تشرع فيهما.

"يأتي النجاح في التداول والحياة من إدراك مميزاتك، والضغط عليها عندما تُتاح لك فرصة والاسترخاء عندما لا تكون هذه المميزات متوافرة. أسوأ القرارات في الحياة والأسواق تأتي من التطرف والمغالاة: إما ثقة زائدة أو فقدان الثقة".

في حالة شراء منزل، تمثل أسعار الفائدة المنخفضة وسوق المنازل المزهرة مجموعة الظروف التي تميز الوقت المناسب للشراء، بينما يستلزم الشروع في البحث عن وظيفة جديدة استقرار في سوق الوظائف وآفاق جيدة في شركة جديد.

تنشأ المشاكل عندما يتم اتخاذ قرار مندفع لأن الظروف المحيطة تراجعت إلى مستوى ثانوي مقارنة بردود الأفعال العاطفية؛ ففي حالة شراء منزل، قد تشتري عقارًا مدفوعًا بيأسك من امتلاك منزلاً في وقت يتهاوى فيه الاقتصاد، لتفاجأ بعد ذلك بتراجع أسعار العقارات. شخص ما تتمثل رغبته الوحيدة في الابتعاد عن صاحب العمل الحالي قد يجد نفسه في وظيفة أخرى تتسم بنفس العيوب لا سيما بعد أن يكون قد ترك وظيفته السابقة في ظل سوق ترتفع فيه نسبة البطالة.

هذه النوعيات من المواقف قد تتحقق في التداول عندما تدفعك فترة تراجع الأداء إلى اتخاذ قرارات عاطفية. الفشل في الاعتراف بأن المميزات لم تعد موجودة وأن الظروف البيئية قد تغيرت -مثل انتهاء سوق ذات اتجاه محدد- قد يدفعك إلى إبرام صفقات مندفعة فقط لتعويض الخسائر. من الأهمية بمكان أن تنتظر حتى تظهر مميزات جديدة في الأسواق.

ملخص

في هذا الدرس تعلمت أن:

  • يجب أن يمتلك المتداولون فكرة أن التداول مثل الأنشطة الشاقة وأن يكون لديهم نفس  المستوى من ضبط النفس والالتزام الذي يستلزمه الشطرنج أو الرياضات الاحترافية أو التدريب العسكري.
  • وجود مرشد يضع أمامك التحديات المناسبة أمر مهم حتى تكتسب المجموعة المناسبة من  المهارات وعقلية التداول الملائمة.
  • من المهم أن تحافظ على التوازن السليم بين العمل والحياة لتقليل التأثيرات العاطفية أثناء  التداول.
  • التداول قد يسبب الإدمان ومن المهم أن تعترف بوجود أعراضه: التداول لدرجة تضر بالصحة أو  لدرجة تفقد معها الاهتمام بالمسؤوليات المالية. في غالبية الحالات يكون التوقف عن التداول لفترة هو أفضل الحلول.
  • من المهم أن تحافظ على التواصل مع الناس في المهن التي تستلزم العزلة مثل التداول.
  • فهم الروابط بين التداول والحياة الواقعية يساعدنا في التعامل مع العناصر النفسية للتداول.
show less