Save $588 per year with Sponsored Premium 

المؤشرات الاقتصادية وتأثيرها على العملات

المؤشرات الاقتصادية تقيس مدى قوة اقتصاد بلد ما. ويمكن بها قياس قطاعات معينة من الاقتصاد، مثل قطاع الإسكان أو التجزئة، كما يمكن إعطاء قياسات لاقتصاد البلد بشكل عام، مثل الناتج المحلي الإجمالي أو نسبة البطالة.

المتداولون يهتمون بهذه القياسات لأن لديها تأثيراً على قيمة العملة.

وفيما يلي شرح اثنين من أهم المؤشرات الاقتصادية التي تأثر على قيمة العملة، أسعار الفائدة والتضخم.

أسعار الفائدة

أسعار الفائدة واحدة من أهم محركات أسواق الفوركس. يتم تحديد معدل الفائدة الأساسي لبلد ما من قبل البنك المركزي. ويتم استخدامه من قبل البنك المركزي كأداة لإدارة الاقتصاد - إما عن طريق رفع سعر الفائدة للحد من التضخم، أو خفضها لتعزيز النمو.

التغيرات في أسعار الفائدة تؤثر على المقترضين

آلية استخدام سعر الفائدة كأداة موضحة بالطريقة التالية:

البنك المركزي للبلد يقرض المال لبعض البنوك وسعر الفائدة الأساسي هو ما تدفعه هذه البنوك كثمن اقتراض تلك الأموال. البنوك تقرض المال أيضاً للبنوك الأخرى والمستهلكين في شكل قروض، الذين عليهم دفع الفوائد أيضاً - الحد الأدنى للفائدة الذي يجب دفعه هو معدل الفائدة الأساسي.

رفع سعر الفائدة يحد من التضخم وخفضها يعزز النمو الاقتصادي.

إذا رفع البنك المركزي سعر الفائدة الأساسي، المقترضون سيضطرون لدفع المزيد من أجل الأموال التي اقترضوها. مما يقلل من مقدار أموالهم المخصصة للإنفاق على أمور أخرى، وبالتالي يتأثر الاقتصاد.

مثال لاستخدام الرهون العقارية

على سبيل المثال، إذا حدثت زيادة في أسعار الفائدة، فأصحاب الرهون العقارية سترتفع أقساطهم الشهرية.

وبالتالي رفع معدل الفائدة سيساهم في الحد من بعض المشاكل الاقتصادية كالتضخم المفرط، لأنه سيكون على أصحاب الرهون العقارية دفع المزيد من المال كل شهر، وبالتالي لن يكون لديهم الكثير من المال للإنفاق على السلع والخدمات الأخرى.

من ناحية أخرى، إذا كان البنك المركزي قلقاً من تراجع النمو الاقتصادي لبلد ما، فإن خفض سعر الفائدة سوف يقلل من المبالغ المدفوعة على هذه الرهون العقارية. وبالتالي سيكون لدى الناس المزيد من المال للإنفاق كل شهر، وهذا يحفز الاقتصاد.

استخدام أسعار الفائدة بهذه الطريقة ليس محصوراً على دفع أقساط الرهون العقارية فقط. فالشركات التي تقترض المال من أجل النمو، من خلال الاستثمار أو تعيين موظفين جدد، ستتأثر أيضاً. إذاً فالشركات يجب أن تقوم بتسديد مبلغ أكبر بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، وهذا سوف يقلل من كمية الأموال المتاحة لمثل هذا الاستثمار.

تأثير سعر الفائدة على العملة

أولاً، ارتفاع أسعار الفائدة يشير إلى وجود اقتصاد قوي و المستثمرون يفضلون الاستثمار في اقتصاد ينمو. وبالتالي فإن  الطلب على العملة المحلية يرجح أن يزداد، الأمر الذي يؤدي إلى ارتفاع قيمتها.

معدل فائدة مرتفع يعني أيضاً الحصول على عائد أعلى على رأس المال الذي تحتفظ به في حسابك في البنك. كما أن المستثمرين يتجهون لاستثمار رؤوس الأموال في البلدان التي لديها سعر فائدة مرتفع، لأنهم سيحصلون على عائد أعلى على أموالهم هناك.  رفع أسعار الفائدة يزيد من الطلب على عملة البلد وبالتالي ارتفاع قيمتها (في ظل الظروف الاقتصادية العادية).

التضخم

التضخم يقيس سرعة ارتفاع أسعار السلع والخدمات في فترة معينة من الزمن. الزيادة في معدل التضخم يعني أن الأسعار ترتفع بسرعة أكبر. إذا انخفض معدل التضخم، فأسعار السلع والخدمات لا تزال ترتفع، ولكن بمعدل أبطأ.

إذا كان معدل التضخم مرتفعاً، فالدخل المتاح للناس لشراء لوازمهم سينخفض بسرعة أكبر. وهذا يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الاقتصاد وبالتالي العملة.

ومع ذلك، إذا كان بلد ما يعاني من الانكماش، أي انخفاض الأسعار، فالمستثمرين سيعتبرون ذلك مؤشراً على أن الاقتصاد ضعيف. لذلك، يمكن أن يكون لهذا أيضاً تأثير سلبي على قيمة العملة.

البنوك المركزية تميل لاستهداف معدل معين من التضخم

البنك المركزي يحاول استهداف مستوى مقبول من التضخم - على سبيل المثال، مستوى تضخم بين 2-3٪.

وإذا كان معدل التضخم ضمن النطاق المستهدف، لا يكون هناك تأثير كبير على قيمة العملة. قيمة العملة ستتأثر إذا كان معدل التضخم بعيداً جداً عن هذا النطاق.

لحماية المستهلكين من التضخم المفرط، تميل البنوك المركزية إلى رفع أسعار الفائدة. وهذا لأنه، كما هو موضح أعلاه، يقلل من القدرة الشرائية للمستهلكين، وبالتالي فإن أسعار السلع والخدمات ستنخفض مع انخفاض الطلب. انخفاض الطلب على شيء يؤدي إلى انخفاض سعره (أو توقف سعره عن الارتفاع).

عندما تكون البيانات التضخمية أعلى من المتوقع، فإن المتداولين قد يقومون بشراء عملة بلد ما تحسباً لرفع أسعار  الفائدة من طرف البنك المركزي، وهو ما يعني أن العملة ستزيد قيمتها. ومع ذلك، فهذا أمر نسبي، لأن التضخم المفرط يمكن أن يؤدي إلى تآكل قيمة أي رأس مال داخل هذا الاقتصاد وبالتالي قيمة العملة قد تنخفض. وهذا ما يجعل معدل التضخم مؤشراً اقتصادياً صعب الاستخدام عند تحديد الاتجاه المتوقع لقيمة العملة.

تشددي أو تخفيفي

المصطلحان “تشددي” و “تخفيفي” تشير لموقف البنك المركزي في إدارة التوازن بين التضخم والنمو.

إذا كان البنك المركزي قلقاً بشأن التضخم، فالسياسة التي سينهجها ستكون تشددية ومن المرجح أن  يرفع سعر الفائدة. وإذا كان البنك المركزي قلقاً بشأن النمو، فالسياسة التي سينهجها ستكون تخفيفية ، ومن المرجح أن يخفض سعر الفائدة.

ملخص

حتى الآن تكون قد تعلمت أن:

  • المؤشرات الاقتصادية تدل على قوة أو ضعف اقتصاد معين.
  • المتداولون يقومون باستخدام هذه التقارير لتحديد القيمة المحتملة للعملة.
  • سعر الفائدة الذي يحدده البنك المركزي هو واحد من أهم المحركات لعملة ما.
  • يمكن رفع أسعار الفائدة لكبح جماح التضخم وخفضها لتحفيز الاقتصاد.
  • معدل فائدة مرتفع عادة ما ينتج عنه ارتفاع قيمة العملة والمعدل المنخفض ينتج عنه عادة  انخفاض قيمة العملة.
  • التضخم يقيس معدل ارتفاع أسعار السلع والخدمات خلال فترة معينة من الزمن.
  • البنوك المركزية تحاول استهداف مستويات مقبولة من التضخم. إذا انخفض معدل التضخم عن  المستويات المستهدفة فهذا يمكن أن يكون له تأثير ضار على قيمة العملة.
show less