Save $588 per year with Sponsored Premium 

التحيُّز للأحداث الحديثة

إن التحيُّز للأحداث الحديثة يوضح كيف نتأثر بالأحداث الحديثة أكثر من تأثرنا بالأحداث الأقدم، حيث تفرض هذه الأحداث نفسها على عملية صناعة القرار نظرًا للاعتقاد بأن المستقبل القريب يميل لأن يكون مشابهًا للأحداث التي وقعت للتو.

لذلك فالحدث الذي وقع منذ ساعة أو ساعتين يميل لأن يكون له تأثير أكبر على تفكيرنا مقارنة بحدثٍ وقع منذ أسبوعٍ.

رغم أن هذه الظاهرة ليس لها إلا تأثير ضعيف على حياتنا اليومية العادية، فإنها تتدخل في قدرة المتداول على اتباع إستراتيجية لا سيما بعد التعرض لضعفٍ مؤقت في الأداء أو لتراجع.

التحيُّز للأحداث الحديثة  يوضح كيف يتأثر المخ البشري بالأحداث الحديثة بصورة أكبر؛ فالحدث الذي وقع منذ ساعة أو ساعتين يميل لأن يكون له تأثير أكبر على التفكير مقارنة بحدثٍ وقع منذ أسبوعٍ.

يميل المتداولون إلى التركيز على أحدث الصفقات الخاسرة

لتوضيح هذا الأمر، فلنفرض مثلاً كان للمتداول فيه 40 صفقة تداول، الـ30 صفقة الأولى كانت رابحة كلها، لكن المتداول شعر بعد هذه الصفقات الرابحة بمزيدٍ من الإيجابية والثقة، ولم يتردد في إنشاء مزيد من صفقات التداول. فإذا كانت الصفقات العشرة التالية خاسرة كلها، فإن تأثيرها على فكره سيكون أكبر وقد يدفع المتداول إلى فقدان الثقة، وذلك لأنها كانت أحدث مجموعة من الأحداث التي وقعت.

التأثير العاطفي للصفقات الخاسرة على المتداول يكون أكثر قوة لأنها الأحدث، وذلك رغم حقيقة أن هذا النظام قد نتجت عنه 30 صفقة رابحة من 40 صفقة تداول. إن ذهن المتداول لا يستخدم إلا البيانات الحديثة في تشكيل الحالة الشعورية.

يستمر هذا الوضع في التأثير على المتداول بطريقتين: الأولى، تترك هذه الحالة الذهنية المتداول فريسة سهلة لأخطائه، والثانية، قد يتشكك المتداول في الإستراتيجية نفسها.

ربما يؤدي هذا إلى عرضين شائعين، وهما التبديل و الخوف من إنشاء صفقات التداول.

التبديل

التبديل هو التغيير  المستمر لإستراتيجيات التداول دون أي أساس حقيقي لهذا. ويحدث ذلك عادة بعد إما التعرُّض لسلسلة من صفقات التداول الخاسرة أو عندما يصبح الرصيد الإجمالي للحساب سالبًا.

التبديل هو التغيير المستمر لإستراتيجيات التداول دون أي أساس حقيقي لهذا. ويحدث ذلك عادة بعد إما التعرُّض لسلسلة من صفقات التداول الخاسرة أو عندما يصبح الرصيد الإجمالي للحساب سالبًا.

تكون أحدث الصفقات الخاسرة مقنعة بما يكفي لتجعل المتداول يعتقد في أن الإستراتيجية لم تعد مجدية رغم حقيقة كون الإستراتيجية مربحة بصفة عامة.

عندما يحدث هذا يقوم المتداول بتبديل الإستراتيجية والتحوُّل إلى أخرى. وعندما يحدث تراجع مماثل في الأداء باستخدام الإستراتيجية الجديدة، يقوم المتداول بتبديلها والتحول لأخرى وهكذا.

يتصور المتداول أنه بذلك يتجنب الصفقات الخاسرة لأنه توقف عن استخدام الإستراتيجية في التداول بمجرد أن تصبح غير قادرة على تحقيق أرباح. لكنه في الواقع لا يشهد الفترات المربحة لنظام التداول لأنه لا يتداول بنظام واحد تمامًا خلال فترة التراجع ووصولاً مرة أخرى إلى الربح؛ ومن ثم، ينتهي به الأمر إلى تأثير الصفقات الخاسرة وحدها على حساب التداول.

إذا كانت الإستراتيجية قد خضعت للاختبار وكان ثمة أدلة تشير إلى أنها إستراتيجية رابحة، فإن التصرف الصحيح في هذه الحالة هو التداول في فترة التراجع. إلا أن النتائج الضعيفة للأداء تكون هي الحدث الأحدث؛ ومن ثم، بدلاً من أن يتبع المتداول خطة منطقية، فإنه يحاول أن يتجنب صفقات التداول الخاسرة من خلال التحوُّل عن نظامٍ ناجح.

الخوف من الصفقة التالية

ثمة عرض آخر شائع ناتج عن التحيُّز للأحداث الأخيرة، وهو الخوف من تكبُّد مزيد من الخسائر. ينبع هذا الخوف من الصفقات الأخيرة الخاسرة التي تؤثر على المتداول إلى حدٍّ يصعب معه على المتداول أن يشرع في إبرام صفقة التداول التالية.

يحاول المتداول بعد هذا أن ينتقي صفقات رابحة على أساس الحدس الداخلي أو الحكم العاطفي، ويبتعد عن التداول طبقًا لقواعد الإستراتيجية. إنه "يشعر" أن الصفقة لن تنجح وبالتالي لا يشرع فيها. يؤدي هذا عادة إلى إضاعة صفقات تداول رابحة؛ ومن ثم، لا تتاح لحساب التداول أي فرصة للتعافي من هذا التراجع.

التصرف الصحيح في هذه الحالة هو التداول في فترة التراجع لحين العودة إلى تحقيق أرباح. لكنَّ التحيُّز إلى الأحداث الأخيرة يعيق قدرة المتداول على إبرام صفقات تخضع لنظام محدد للتداول.

احصل على عقلية منطقية باستخدام سجل التداول 

يؤدي التحيُّز إلى الأحداث الحديثة إلى اتخاذ المتداول لقراراته استنادًا إلى العواطف لا إلى المنطق.

بمجرد دخول العقل في حالة عاطفية، يصبح من الصعب الرجوع بطريقة التفكير إلى الحالة المنطقية.

إن استخدام سجل للتداول يساعدك في جعل الذهن يفكر  بطريقة منطقية لأن سجل التداول يعرض حقائق وبيانات. إذا افترضنا أن متداول معين يحرص على تسجيل أنشطة التداول التي يقوم بها باستمرار، فإنه بمجرد النظر إلى نتائج صفقات التداول الماضية سوف يحصل على معلومات مشتقة من حقائق لا عواطف.

لا يمكن التشكيك في هذه البيانات، وتعمل مطالعة نتائج الماضي التي تُبيِّن نجاح نظام ما على إعادة الذهن مرة أخرى إلى الحالة المنطقية.

للتغلُّب على التحيُّز للأحداث الحديثة  استخدم سجل لتسجيل صفقات التداول السابقة حتى تتمكن من مراجعة الحقائق ودحض العواطف.

رفض التحيز للأحداث الحديثة

هذا يلاشي تأثير التحيز للأحداث الحديثة لأن الصفقات الخاسرة الحديثة لا تكون هي العامل المهيمن الذي يؤثر على المتداول. سوف تكون نتائج 30 صفقة تداول رابحة في مثالنا أقوى تأثيرًا من أحدث 10 صفقات خاسرة لأن المتداول يلاحظ النظام في مجمله.

وهذا بدوره يقلل من احتمال أن يستسلم المتداول للتبديل أو للخوف من إبرام الصفقة التالية لأن النتائج تُبيِّن إحصائيًا أن مواصلة التداول سوف ينتهي بتحقيق ربح.

ملخص

في هذا الدرس تعلمت أن:

  • التحيُّز للأحداث الحديثة يوضح كيف أننا نتأثر بالأحداث التي وقعت حديثًا.
  • الأحداث الأخيرة تفرض علينا سلوكنا لأننا نتوقع المستقبل القريب بناءً على الماضي القريب.
  • في سيناريو المتداول الذي أبرم 30 صفقة رابحة أعقبتها 10 صفقات خاسرة، كان المتداول أكثير  ميلاً إلى التركيز على الصفقات العشرة الخاسرة لأنها الأحداث الأقرب في توقيت وقوعها.
  • هذه الظاهرة قد تؤدي إلى التبديل أو إلى الخوف من إبرام الصفقة التالية.
  • التبديل هو حينما يقوم متداول بتبديل إستراتيجيته في كل مرة يتراجع فيها أداء الإستراتيجية.  هذا يؤدي إلى عدم عودة الإستراتيجية إلى تحقيق أرباح.
  • الخوف من إبرام الصفقة التالية يدفع المتداول إلى محاولة تجنُّب الخسائر ومحاولة الابتعاد عن  صفقات التداول الخاسرة.
  • المتداولون يفوتون صفقات بناءً على الحدس الداخلي وتفوتهم في النهاية صفقات تداول رابحة  تؤدي إلى إستراتيجية أقل ربحًا.
  • لمقاومة ظاهرة التحيُّز إلى الأحداث الحديثة، يمكن استخدام سجل تداول. مطالعة نتائج سجل  التداول يساعد في ذلك لأنه يعرض نتائج الإستراتيجية في مجملها ولا يكون تركيز المتداول منصبًا على الصفقات الحديثة الخاسرة وحدها.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

show less